شكيم علي الفردي | قاعدة البیانات الاستبصار

آخر الأخبار
شكيم علي الفردي

الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ،

(مالكي / الجزائر)

مرّت ترجمته في (1: 303) من هذه الموسوعة، ونشير إلى سائر ما حصلنا عليه من معلومات لم تُذكر من قبل.

مرّ “شكيم” بالمراحل العصيبة في رحلته الفكرية التي غربل فيها تراثه الماضي، وقد أثبتت له هذه الرحلة بأنّه كان يضفي على معتقداته قداسة لم تكن مبتنية على أُسس وبراهين صحيحة، وإنّما كانت مبتنية على التقليد الأعمى لأسلافه، وقد أسفر بحثه عن نتائج غير متوقعة أدّت به في نهاية المطاف إلى غربلة كل معتقداته السابقة.

يقول “شكيم”: تعرّفت على صديق شيعي فأجريت معه العديد من الجلسات لأتعرّف على سبب اختلافه العقائدي معنا، وكانت مواضيع الجلسات المقارنة بين عقائد السنّة والشيعة، وتعرّفت خلال هذه الجلسات على الكثير من معتقدات الشيعة، فطلبت من صديقي التعمّق في البحث حول هذا المذهب، فرحّب بذلك، وأخذ يبيّن لي معتقدات الشيعة، فلفت انتباهي قوله:

إنّ الشيعة يعتقدون بأنّ مصدر تشريع كثير من الأحكام السائدة في المجتمع الإسلامي هي بدعة محض، ويعتبرون أنّ مؤامرات بعض الصحابة التي ظهرت بعد التحاق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالرفيق الأعلى أتاحت الفرصة ليتصدّى إلى منصب


الصفحة 131

الخلافة أشخاص بغير حقّ ويتربّعوا على مسندها من دون أيّ جواز شرعي.

فقاطعته قائلاً: وكيف لهم من إثبات هذه الترّهات التي ينسبونها إلى الصحابة؟

فقال: لنطرح أدلّتهم، ثُمّ نناقشها ليكون البحث ذات طابع علمي، ولنترك التعصّب والتقليد الأعمى، فإنّ الشيعة يستندون في أقوالهم إلى الكتب المعتبرة عند السنّة.

فقاطعته قائلاً: أين توجد هذه الأكاذيب؟!

فأجابني صديقي بكل هدوء إنّ الشيعة يعتقدون بأنّ عمر ابتدع الكثير من الأُمور: كحرمة المتعة، وصلاة التراويح، وتعطيل حكم السارق والسارقة: ولك يا صديقي أن تختار الموضوع الذي سنجعله على طاولة البحث، فكتمت أحاسيسي وقرّرت أن أواصل معه البحث بصورة علميّة وبعيدة عن التعصّب، وبما أنّني كنت من الملتزمين بصلاة التراويح طلبت منه تناول هذا الموضوع، فأجابني وكأنّه يعيش الحالة النفسية المضطربة التي أعيشها.

هل تعتمد على كتاب البخاري؟

أجبته بكلّ ثقة: نعم، وماذا في كتاب البخاري؟

فقال: ذكر البخاري في صحيحه: عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنّه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرّقون يصلّي الرجل لنفسه ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط، فقال عمر: إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل، ثُمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب، ثُمّ خرجت معه ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه(1).

____________

1- صحيح البخاري 2: 252.


الصفحة 132

ولا يخفى أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن البدعة واعتبرها ضلال، فقد ورد عنه(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال: “أمّا بعد، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وإنّ أفضل الهدي هدي محمّد، وشرّ الأُمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلال”(1).

والبدعة اصطلاحاً هي: ايراد قول أو فعل لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة(2).

وقد أقرّ كثير من علماء العامة بأنّ صلاة التراويح بدعة، فقد ذكر القسطلاني في تفسير قول عمر نعم البدعة: هذه سمّاها بدعة ; لأنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يسن لهم الاجتماع لها، ولا كانت في زمن الصدّيق، ولا أول الليل، ولا كلّ ليلة، ولا هذا العدد(3).

وقد حاول القسطلاني تخصيص قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): “كلّ بدعة ضلال” مبرّراً بذلك فعل عمر، أغفل أو تغافل أنّ البدعة لا تحتمل التخصيص.

والبدعة هي أقوى الوسائل لتمزيق صفوف الأمّة وتضييع كيانها، وقد قال الله في محكم كتابه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(4).

يقول “شكيم”: ساقتني هذه الكلمات نحو منعطف خطير بما فيها التعرّض إلى قداسة الصحابة، فعزمت على معرفة الحقيقة مهما كانت نتائجها.

وبعد البحث والتفحّص في المصادر المعتبرة عند العامّة وجدت الحقائق مدفونة في أعماق التاريخ، قد كسوها بغبار الخيانة والتدليس، فأعلنت تشيّعي، واحمد لله على نعمة الهداية.

____________

1- مسند أحمد 3: 310.

2- المفردات في غريب القرآن الراغب، الأصفهاني: 39.

3- إرشاد الساري 4: 656.

4- الحشر (59) : 7.

 

المصدر :مركز الأبحاث العقائدية
الإستبصار (http://estebsar.ir)


تعليقات المستخدم

عدد التعليقات 0

ارسال تعليق



محتويات المادة المذكورة أعلاه