في حوار خاص تحدث الدكتور عصام العماد عن كيفية إستبصاره وتحوله إلي مذهب أهل البيت عليهم السلام:
لا أخفي عليكم اني كنت من النواصب حيث تربيت وتعلمت على هذا وعندما كان يذكر بيت الشعر المعروف (بأل محمد عرف الصواب) كنا نقرأها بالعكس من ذلك انه (بأل محمد عمي الصواب) ولكن بعد مدة من البحث والتدقيق عرفت ببيت الشعر هذا وهو بأل محمد عرف الصواب.
واني قد اكملت دراستي في بلدي وهو اليمن وبعدها انتقلت الى جامعة الملك ابن سعود في الرياض وكان دراستي وتخصصي في قسم التأريخ و بعد اكمال دراستي ومطالعاتي ومعرفتي لمزيد من البحوث تعرفت على اشياء عديدة وكثيرة ولكن في طلب من الجامعة والأساتذة المختصين في أن نجد شبهات حول مذهب أهل البيت (التشييع) فتوجهت ولحسن الحظ الى البحث وكان ذلك في كتب وآثار شيخ الطائفة الشيخ المفيد رحمه الله وعندما كنت اريد أن اجد الشبهات لهذا العالم الفطحل أو اصنع اسئلة واستفسارات لا يوجد لها جواب ولكن بعد الدراسات تبين أن الشيخ قد أجاب رحمه الله عليها قبل مئأت السنين و ذلك من خلال مؤلفاته وافكاره التي نويت أن أطرحها وهي مشيئة الله وهدايته لي في ذلك وقد تأثرت وأصبحت لي هاجساً أفكر في الشبهات التي عندي والأجوبة التي لدى الشيخ رحمه الله.
وهكذا فكانت هدايتي ومعرفتي بمذهب أهل البيت هي عن طريق كتب الشيخ المفيد رحمه الله. لذا أنا أعتبر نفسي مديون الى هذا الشيخ العظيم.
2. ماهي الطرق و الوسائل الى تراها مناسبة و مفيدة لمعرفة مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم؟
اني اوصي بقراءة الكتب العقائدية الخاصة بمذهب الأثنى عشري وخصوصاَ الكتب الأربعة المعروفة.
3 . جناب الدكتور لماذا هذا الخوف الموجود لدى المسلمين وخصوصاً في مصر والتي تعتبر منفتحه على العالم الأسلامي وفيها جامعة الأزهر؟
لاارى لهذا الخوف من امتداد عقائدي أو بحث استدلالي انما اراه فقط خوفاً سياسياً ولا غيره. وعلى سبيل المثال فلو نظرنا الى التأريخ وبلذات الى مدينة الكوفة حيث نجد على رغم من انها كانت مدينة شيعية ويزخر فيه العلم والعلماء وكلهم منتسبين الى مذهب التشييع لكن نرى المدارس الأسلامية الباقية نشأت في الكوفة ولا يوجد فيها اختلاف طائفي يمس بالاخر.
وكذلك الان نرى في الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث اهل السنة لهم الحرية الكافية في دراساتهم وممارسة علومهم على رغم من أن الدولة بكاملها هي لمذهب أهل البيت عليهم السلام وكذلك في مدينة النجف الأشرف.
وهذا الخوف الذي ذكرته لا ينبع الا من عقل متحجر سلفي والا ما معنى أن يذهب السياح الايرانيون الى مصر وهم الا لأجل السياحة فقط واذا يخرجون المتحجرون السلفيون الى الشوارع لمظاهرات احتجاج وعدم قبول هذه السياحة.
4. قبل ايام احتفلت السلفية في مصر، بان احد اعضائها قد فجر نفسه في حسينية في كركوك في العراق وقتل من الرافضة وجرح العديد وقد اعتبرت هذه المجموعة بأن هذا نصراً وفتحاً كبيرا، يا ترى جناب الدكتور ما هذه العقلية وهذه الافكار التي ادت بهذا الناس وهم يدّعون انهم سائرون على السلف الصالح؟
هذا لسوء حظهم وفساد افكارهم التي لم يؤخذوها لا من الكتاب ولا من السنة انما أوجدوها بأنفسهم فهم يرون ان رأيهم هو الاصوب وهو الانجح وهم يرون حتى لو كان بخلاف ما امر الله و بما سنّ به رسوله صلى الله عليه واله فهم مثلاً يعتقدون انه يجب ان يتطهر المسلمون لكل ما هو شرك في نظرهم وبعد ذلك يتوجهون الى محاربة الكفر العالمي المتمثل بشيطان امريكا.
5. جناب الدكتور ترى ما هي السبل والطرق التي نؤثر بها على المجتمعات الاسلامية كي تتأثر وتأخذ من مذهب اهل البيت عليهم السلام؟
لاشك ولاريب أن الاعلام لهو التأثير البالغ في تحريك المجتمعات الأسلامية وخصوصاً انما نراها الان من توجه لدى عموم… ابناء وشخصيات المذهب الشيعي وما نراها الان في عالم الاتصالات الألكترونية والصفحات والمواقع التي تبث من خلال جهود هذا الشباب الواعي و المخلص لمذهبه وانتم خير دليل.
وانا ارى ان هذا العصر هو العصر الأمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وبالرغم من شتمه (عليه السلام) مئات السنين وتحريف تاريخه وايذاء محبيه وشيعته وتبعيدهم وقتلهم وحرمان كل من ينتمي الى هذا الامام العظيم حتى من ابسط موارد العيش لا بل تعدوا الا انهم أشاعوا أن موضع قبر الامام عليه السلام هذا في النجف الأشرف يعود الى المغيرة بن شعبه ولكن ما نراه الان كشف زيف هذه الاقاويل والاباطيل حيث نرى من الزائرين لقبر الامام عليه السلام وما يكتب في حقه سواء من كتب و مؤلفات او شعر او كل الامور وحتى أن الامم المتحدة قد وضعت عهد الامام عليه السلام الى عامله مالك الأشتر (رضوان الله عليه) في واجهة واعتماد افكار هذه المنظمة في مسئلة حقوق الانسان ولكن بالطرف المقابل الذين ارادوا النيل من هذا الامام عليه السلام اينهم واين قبورهم وافكارهم لا بل اين ذريتهم؟
في الختام نشكر لكم جناب الدكتور على هذه المقابلة ..
وانا ايضاً اشكرلكم جهودكم هذه المخلصة واسألكم الدعاء.
عدد التعليقات 0