ولد عام 1394هـ ، (1975م)، في ساحل العاج، ونشأ في أسرة تنتمي للمذهب المالكي، حاصل على الشهادة الثانوية، ثُمّ درس مدّة ثلاثة سنوات في الجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، ثُمّ ذهب إلى مصر ودرس في كلية الآداب ـ فرع اللغة الإنجليزية ـ وحصل على شهادة البكالوريوس، مارس نشاطاً مستمراً في التبليغ الديني في ساحل العاج، وكان مرشداً للحجاج لفترة طويلة، وهو عضو في جمعية الاتّحاد الإسلامي للتنمية في ساحل العاج.
يقول “إلياس”: حصلت في سنة1405هـ ، (1985م)، على منحة دراسية في الجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، وكنت مجبوراً على مماشاة التيار الوهابي الحاكم هناك ; لأنّ هذا التيار كان شديد التعامل مع من يختلف معه في الرأي، ولا يسمح لأبناء المذاهب الأخرى بأداء شعائرهم بحرية، وهذا ما جعلني أعيش بينهم بضيق وعدم ارتياح.
وفي سنة 1408هـ ، (1988م)، ذهبت إلى مصر بمنحه دراسية أيضاً، لكني وجدت هناك ـ على خلاف السعودية ـ حرية أداء المراسم وحرّية اختيار المذهب، فوجدت الوهابي والصوفي و … يعيشون معاً بدون أي تشنّج أو تعارض، فساعدني هذا الجو على البحث في دائرة المذاهب.
وقع في يدي في هذه الفترة كتاب “ثُمّ اهتديت” للدكتور التيجاني السماوي، فتأثّرت به كثيراً، وراجعت المصادر التي أشار إليها مؤلف هذا الكتاب فرأيتها مطابقة للواقع، وعرضت الأمر على بعض علماء أهل السنّة وطرحت لهم الأسئلة والشبهات التي مرت في بالي، فلم أجد الإجابات الشافية منهم.
طالعت بعد ذلك كتب شيعيّة أخرى، فغرست هذه الكتب قناعات جديدة في عقلي ونفسي، ثُمّ دفعتني هذه القناعات إلى تغيير انتمائي المذهبي، وكان ذلك سنة 1415هـ ، (1995م)، وبعد إتمامي للدراسة في مصر ورجوعي إلى بلدي التقيت ببعض اللبنانيين الشيعة الموجودين في بلدنا، فعملت معهم في مجال نشر العلوم الإسلاميّة.
من الكتب الأخرى التي تأثّر بها “إلياس” هو كتاب “المراجعات”، ومنه عرف وجوب اتّباع الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) دون غيرهم.
وقد جاء في كتاب المراجعات في هذا المجال: ” … وإليك بيان ما أشرنا إليه من كلام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ أهاب في الجاهلين، وصرخ في الغافلين، فنادى: “يا أيها الناس، إنّي تركت فيكم ما إنّ أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي”(1).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّي تارك فيكم ما إنّ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”(2).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض”(3).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”(4).
والصحاح الحاكمة بوجوب التمسكّ بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة، وقد صدع بها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مواقف له شتّى، فتارة يوم غدير خمّ كما سمعت، وتارة يوم عرفة في حجّة الوداع، وتارة بعد انصرافه من الطائف، ومّرة من على منبره في المدينة، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه، والحجرة غاصّة بأصحابه، إذ قال:
“أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي، ثُمّ أخذ بيد عليّ فرفعها، فقال: هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض”(5).
وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور، حتّى قال ابن حجر ـ إذ أورد حديث الثقلين ـ : “ثُمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بهما طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً، ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنّه قال بالمدينة في مرضه، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خمّ، وفي أخرى أنّه قال ذلك لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مرّ، ولا تنافي، إذ لا مانع من أنّه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة”(6).
(1) سنن الترمذي 6: 124، حديث3786.
(2) سنن الترمذي 6: 125، حديث3788.
(3) مسند أحمد 5: 182.
(4) مسند أحمد 3: 17.
(5) ينابيع المودّة 2: 403.
(6) الصواعق المحرقة 2: 44، الباب 11، الفصل الأوّل، الآية الرابعة.
عدد التعليقات 0