الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ، حقوق الوالدين
-1- قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: “أن تُطيعه ما عاش” فقيل: ما حقُّ الوالدة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “هيهات هيهات، لو أنّه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها”1.
-2- روي: أنّ رجلًا هاجر من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأراد الجهاد، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ” ارجع إلى أبويك فاستأذنهما، فإن أذِنا فجاهد، وإلّا فبرّهما ما استطعت”2
-3- وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “أفضل الكسب كسب الوالدين، وأفضل الخدمة خدمتهما، وأفضل الصدقة عليهما، وأفضل النوم بجنبهما”3.
حقّ الأب
-4- في رسالة الحقوق للإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال: “وأمّا حقُّ أبيك، فأن تعلم أنّه أصلك، وأنّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يُعجبك، فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوّة إلّا بالله” 4.
-5- عن الرضا عليه السلام: “عليك بطاعة الأب وبرِّه، والتواضع والخضوع والإعظام والإكرام له، وخفض الصوت بحضرته، فإنّ الأب أصل الابن، والابن فرعه، ولولاه لم يكن بقدرة الله، ابذلوا لهم الأموال والجاه والنفس، وقد روي أنت ومالك لأبيك، فجعلت له النفس والمال، تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبرّ، وبعد الموت بالدعاء لهم والترحّم عليهم، فإنّه روي أنّ من برّ أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سمّاه الله عاقًّا”5 .
حق الأم
-6- قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ والدتي بلغها الكِبَر، وهي عندي الآن، أحملها على ظهري، وأُطعمها من كسبي، وأُميط عنها الأذى بيدي، وأصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظامًا لها، فهل كافأتها؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا، لأنّ بطنها كان لك وعاءً، وثديها كان لك سقاءً، وقدمها لك حذاءً، ويدها لك وقاءً، وحجرها لك حواءً، وكانت تصنع ذلك لك وهي تمنّى حياتك، وأنت تصنع هذا بها وتحبُّ مماتها”6.
-7- في رسالة الحقوق للإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال: “وأمّا حقُّ أمّك، فأن تعلم أنّها حملتك حيثُ لا يحتمل أحد أحدًا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يُعطي أحدٌ أحدًا، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطشَ وتسقيك وتعرى وتكسوك، وتظلّك وتضحى، وتهجر النوم لأجلك، ووقَتْكَ الحرَّ والبردَ لتكون لها، وأنّك لا تطيق شكرها إلّا بعون الله وتوفيقه”7.
برّ الوالدين
أ- أفضل الأعمال
-8- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “برّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحجّ والعمرة، والجهاد في سبيل الله”8.
ب- أُنسها بك ليلة
-9- أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إنّي رجل شابّ نشيط، وأحبّ الجهاد، ولي والدة تكره ذلك. فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: “ارجع فكن مع والدتك، فوالّذي بعثني بالحقّ! لأُنسها بك ليلة خيرٌ من جهاد في سبيل الله سنة”9.
ج- ابرر أمّك ثمّ أباك
-10- وعن أبي عبد الله عليه السلام: قال: “جاء رجل وسأل النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم عن برّ الوالدين. فقال: أبرِر أمّك، أبرِر أمّك أبرِر أمّك. أبرِر أباك أبرِر أباك، وبدأ بالأمّ قبل الأب”10 .
-11- وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: “جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، مَن أبر؟ قال: أمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: أباك”11.
د- الجنّة تحت قدمها
-12- جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طالبًا الجهاد بين يديه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “ألك والدة؟” قال: نعم! قال صلى الله عليه وآله وسلم: “فالزمها، فإنّ الجنّة تحت قدمها”12.
-13- وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “الجنّة تحت أقدام الأمّهات”13.
آثار البر الدنيويـّة
أ- يطيل العمر
-14- عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “من سرّه أن يُمدّ له في عمره، ويُبسط رزقه، فليصل أبويه، وليصل ذا رحمه”14.
-15- وروي عن أحدهم عليهم السلام، أنّه قال: “وقّر أباك يطل عمرك، ووقّر أمّك ترى لبنيك بنين”15.
ب – تخفيف سكرات الموت
-16- عن داود بن كثير الرقي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: “من أحبَّ أن يخفِّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت، فليكن لقرابته وصولا، وبوالديه بارّا، فإذا كان كذلك هوّن الله عليه سكرات الموت، ولم يُصبه في حياته فقرٌ أبدا”16.
ج- يبررك أبناؤك
-17- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم، وعفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤكم”17.
آثار البر الأخرويـّة
أ- حبّ النبيّّ صلى الله عليه وآله وسلم
-18- عن أبي عبد الله عليه السلام: “إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتته أختٌ له من الرضاعة، فلمّا نظر إليها سرّ بها، وبسط ملحفته18 لها، فأجلسها عليها، ثمّ أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها، ثمّ قامت فذهبت. وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله، صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل، فقال: لأنّها كانت أبرّ بوالديها منه”19.
ب- حجّة مبرورة
-19- عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من رجل ينظر إلى والديه نظر رحمة، إلّا كتب الله له بكلّ نظرة حجّة مبرورة” قيل: يا رسول الله، وإن نظر إليه في اليوم مائة مرّة؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: “وإن نظر إليه في اليوم مائة ألف مرّة” 20.
ج- رضاهما السبيل إلى الجنّة
-20- وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “من أصبح مُرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة”21.
د- قبول الدعاء
-21- عن الصادق عليه السلام قال: “ثلاثُ دعواتٍ لا يُحجبن عن الله: دعاء الوالد لولده إذا برّه، ودعوته عليه إذا عقّه، ودعاء المظلوم على من ظلمه، ودعاؤه لمن انتَصر له منه”22 .
عقوق الوالدين
أدنى العقوق
-22- عن أبي عبد الله عليه السلام: “لو علم الله شيئًا هو أدنى من أفٍّ لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق. ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما”23.
-23- وقيل للإمام زين العابدين عليه السلام: أنت أبرّ الناس، ولا نراك تُواكل أمّك، قال: “أخاف أن أمدّ يدي إلى شيء، وقد سبقت عينها عليه، فأكون قد عققتها”24.
آثار العقوق الدنيويـّة
تعجيل العقوبة
-24- عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها، ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان”25.
آثار العقوق الأخرويـّة
أ- لا تقبل الصلاة
-25- عن الصادق عليه السلام: “من نظر إلى أبويه نظر ماقت، وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة”26.
ب- لا يرى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
-26- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “كلّ المسلمين يروني يوم القيامة، إلّا عاقّ الوالدين، وشارب الخمر، ومن سمع اسمي ولم يصلّي عليَّ”27.
ج- جزاؤه النار
-27- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “كن بارًّا واقصر على الجنّة، وإن كنت عاقًّا فاقصر على النار”28.
-28- وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: “من أصبح مسخطًا لأبويه، أصبح له بابان مفتوحان إلى النار”29.
د-لا يشمّ ريح الجنّة
-29- وعن أبي جعفر عليه السلام قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كلام له: إيّاكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام، ولا يجدها عاقّ، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جارٍ إزاره خُيلاء. إنّما الكبرياء لله ربّ العالمين”30.
-30- وقال الصادق عليه السلام: “إذا كان يوم القيامة، كُشف غطاءٌ من أغطية الجنّة فوجدَ ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام، إلّا صِنفٌ واحدٌ، فقيل له: من هم؟ قال عليه السلام: العاقّ لوالديه”31.
أدب المعاملة
أ- وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
–31– عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: “﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئًا ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين أليس يقول الله عزّ وجلّ: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ قال: ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام وأمّا قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا﴾ قال عليه السلام: إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: ﴿وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدّم قدّامهما”32.
ب- الدعاء لهما
-32- عن معمّر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لوالدَي إذا كانا لا يعرفان الحقّ؟ قال عليه السلام: “ادع لهما وتصدّق عنهما، وإن كانا حيّين لا يعرفان الحقّ فدارهما، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق”33.
ج- النفقة عليهما
-33- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “هل تعلمون أيّ نفقة في سبيل الله أفضل؟” قالوا: الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “نفقة الولد على الوالدين”34.
د- برّهما حيّين، وميتين
-34- عن محمّد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: “ما يمنع الرجل منكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين، يصلّي عنهما، ويتصدّق عنهما، ويحجّ عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الّذي صنعَ لهما، وله مثل ذلك. فيزيده الله عزّ وجلّ ببرّه وصِلته خيرًا كثيرًا”35.
-35- عن أبي جعفر عليه السلام قال: “إنّ العبد ليكون برًّا بوالديه في حياتهما، ثمّ يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما، ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقًّا، وإنّه ليكون عاقًّا لهما في حياتهما، غير بارٍّ بهما فإذا ماتا قضى دينهما، واستغفر لهما فيكتبه الله عزّ وجلّ بارّا”36 .
هـ- في المجلس والمشي
-36- عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: “قم عن مجلسك لأبيك ومعلّمك ولو كنت أميرًا”37.
-37- عن أبي جعفر عليه السلام قال: “إنّ أبي عليه السلام نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي، والابن متّكئ على ذراع الأب، قال عليه السلام: فما كلّمه أبي مقتًا له حتّى فارق الدنيا”38.
و- عند العجز
-38- وقيل للصادق عليه السلام: إنّ أبي قد كبر جدًّا وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة. فقال عليه السلام: “إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنه جُنّةٌ لك غدا”39.
ز- نظر الرحمة
-39- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال: “النظر إلى وجه الوالدين عبادة”40.
وفي الختام: أعنْ وأستعنْ
-40- عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحم الله امرءًا أعان والده على برِّه، رحم الله والدًا أعان ولده على برِّه..”41.
*بر الوالدين ، سلسلة الأربعون حديث، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 203.
2- جامع السعادات، محمّد مهدي النراقي، ج 2، ص 204.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 201.
4- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 453 – 454.
5- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 201.
6- م.س، المستدرك، ص 180.
7- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 453 – 454.
8- جامع السعادات، محمّد مهدي النراقي، ج 2، ص 203.
9- الكافي، الشيخ الكليني، ج22، ص163 .
10- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 162.
11- م.ن، ص 159،160.
12- جامع السعادات، محمّد مهدي النراقي، ج 2، ص 205.
13- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 180.
14- م.س، المستدرك، ص 202.
15- م.ن، ج 15، ص 204.
16- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 473.
17- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 68، ص 270.
18- الملحفة أو الملحف ما يُلتحف أو يُتغطّى به.
19- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 162.
20- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 204.
21- م . ن. ص 175.
22- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج 7، ص 130.
23- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص349.
24- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 182.
25- الأمالي، الشيخ المفيد، ص237.
26- الكافي،ج2، ص349.
27- جامع السعادات، محمّد مهدي النراقي، ج 2 – ص 203.
28- م. س، جامع السعادات، ص202.
29- م.ن.
30- الكافي، الشيخ الكليني، ج2،ص349.
31- م. ن، ج2، ص 348.
32- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 157، 158.
33- م.ن، ص 159.
34- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 204.
35- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 159.
36- م.ن، ص 163.
37- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 203.
38- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج71، ص65.
39- الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 162.
40- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 15، ص 204.
41- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 363.
المصدر : شبكة المعارف الإسلامية
الإستبصار (http://estebsar.ir)
عدد التعليقات 0