الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ، جاء في كتاب تذكره الخواص لابن الجوزي ص 164 : ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين : قتل في الأولى الحسين بن علي ، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه ، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق.
جاء في كتاب جواهر المطالب في مناقب الامام علي عليه السلام لابن الدمشقي ج 2 ص 301 : وكان قد سئل عن يزيد بن معاوية ؟ فقدح فيه وشطح ، وقال : لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل ، قال : فأما قول السلف فلأحمد ومالك وأبي حنيفة فيه قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد هو التصريح ، وكيف لا وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيد بالفهود ، ومدمن الخمر.
وقال : يزيد من الصحابة ، ولد في زمان عمر بن الخطاب ، وركب العظائم المشهورة ، ثم قال : وأما قول السلف ففيه لأحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالك أيضاً قولان تصريح وتلويح ، ولنا قول واحد وهو التصريح دون التلويح ، قال : وكيف لا وهو اللاعب بالنرد ، المتصيد بالفهد ، والتارك للصلوات ، والمدمن للخمر ، والقاتل لأهل بيت النبي (صل الله عليه واله) ، والمصرح في شعره بالكفر الصريح.
وفي كتاب ميزان الاعتدال ج 4 ص 37 : عن محمد بن أحمد بن مسمع قال : سكر يزيد ، فقام يرقص ، فسقط على رأسه فإنشق وبدا دماغه.
قال الجاحظ في الرساله الحادية عشر في بني امية ص 398 : المنكرات التي إقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (صل الله عليه واله) سبايا ، وقرعه ثنايا الحصين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب ، وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج ، عن الإيمان ، فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 11 ص 659 : وقد روي أن يزيد كان قد إشتهر بالمعازف ، وشرب الخمر ، والغنا ، والصيد ، وإتخاذ الغلمان ، والقيان ، والكلاب ، والنطاح بين الكباش ، والدباب ، والقرود ، وما من يوم إلاّ يصبح فيه مخموراً ، وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به ، ويلبس القرد قلانس الذهب ، وكذلك الغلمان ، وكان يسابق بين الخيل ، وكان إذا مات القرد حزن عليه ، وقيل : إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته.
قال ابن الالوسي الشافعي في صب العذاب على من سب الاصحاب ص 453 : إتفق الأجلة على جواز لعنه ، لأفعاله القبيحة ، وتطاوله على العترة الطاهرة ، إنتهى ، فأما الحنفية : فالذي وقفنا عليه من فتاوى أئمتهم جواز اللعن بالتخصيص والتنصيص .
جاء في كتاب النصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص 31 : ونقل إبن الجوزي ، عن القاضي أبي يعلي بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي : أن قوماً ينسبونا إلى تولى يزيد فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ولم لا نلعن من لعنه الله في كتابه ، فقلت : وأين لعن الله يزيد في كتابه ، فقال : في قوله تعالى : فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ، فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل، وفي رواية : يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه.
قال شعيب : قال : المؤلف رحمه الله في : ( الميزان ) 4 / 440 ، في ترجمة يزيد : مقدوح في عدالته ، ليس بأهل لأن يروى عنه.
– وقد عده شيخ الإسلام في : ( منهاج السنة ) 2 / 251 ، من الفساق ، كما إنه إعترف : 2 / 253 ، بما فعله بأهل المدينة في وقعة الحرة من إستباحة دمائهم وأموالهم ونسائهم ، وقال : وهذا هو الذي عظم إنكار الناس عليه من فعل يزيد.
– ولهذا قيل للإمام أحمد : أتكتب الحديث عن يزيد ؟ ، قال : لا ولا كرامة ، اليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل.
جاء في كتاب فيض القدير للمناوي ج 1 ص 265 : قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه : ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد) : أجاز العلماء الورعون لعنه.
ثم قال المولى إبن الكمال : والحق أن لعن يزيد على إشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف بتفاصيله جائز ، وإلاّ فلعن المعين ولو فاسقاً لايجوز بخلاف الجنس.
وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني : لا أشك في إسلامه بل في إيمانه ، فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.
قيل لإبن الجوزي وهو على كرسي الوعظ : كيف يقال يزيد قتل الحسين وهو بدمشق والحسين بالعراق فقال :
سهم أصاب وراميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماكا
وقال الشوكاني في نيل الاوطار : ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب ، حتى حكموا بأن الحسين السبط (رضي الله عنه) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود.
قال القندزوي الحنفي في ينابيع الموده ج 3 ص 33 و 34 : وبعد إتفاقهم على فسقه ، إختلفوا في جواز لعنه بخصوص إسمه فأجازه قوم منهم : إبن الجوزي.
وقال: قال الذهبي : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات ، إشتد على الناس ، وخرج أهل المدينة ولم يبارك الله في عمره.
قال كمال الدميري في حياة الحيوان ج 2 ص 175 : إن لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد في لعن يزيد قولين ، تصريح وتلويح ، وقال القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلي بن الفراء الحنبلي – وقد صنف كتاباً فيه بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد : الممتنع من لعن يزيد أما أن يكون غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما إستفز الجهال بقوله : (صل الله عليه واله) : المؤمن لا يكون لعاناً ، وهذا محمول على من لا يستحق اللعن.
جاء في كتاب عذاء الالباب في شرح منظومه الاداب للسفاريني ج 1 ص 122 : أكثر المتأخرين من الحفاظ والمتكلمين يجيزون لعنة يزيد اللعين ، كيف لا وهو الذي فعل المعضلات ، وهتك ستر المخدرات ، وانتهك حرمة أهل البيت ، وآذى سبط النبي (صل الله عليه واله) وهو حي وميت ، مع مجاهرته بشرب الخمور والفسق والفجور ، ذكروا في ترجمته أنه كان مجاهراً بالشراب متهتكاً فيه.
وله في وصفه بدائع وغرائب ونهاه والده فلم ينته ، فغضب عليه ، فأنشد يزيد يخاطبه ، ونسبها الأصمعي إلى غيره :
أمن شربة من ماء كرم شربتها غضبت علي الآن طاب لي السكر
سأشرب فاغضب لا رضيت كلاهما حبيب إلى قلبي عقوقك والخمر
وهو القائل من قصيدة (عن الخمر) :
إذا نزلت من دنها في زجاجة حكت نفرا بين الحطيم وزمزم
نشير إليها بالبنان كأنما نشير إلى البيت العتيق المحرم
إلى أن يقول :
فإن حرمت يوما على دين أحمد فخذها على دين المسيح بن مريم
وله من أمثال هذه الضلالات كثير جدا : وفي المجلد السادس عشر من الوافي بالوفيات أن إلكيا الهراس سئل عن لعن يزيد فقال : فيه لأحمد قولان تلويح وتصريح ، ولمالك قولان تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح ، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالرند ، والمتصيد بالفهد ومدمن الخمر ، وذكر من شعره أشياء ثم ذكر أنه سبى أهل البيت لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسين والرءوس على أسنة الرماح ، وقد أشرفوا على ثنية العقاب ، فلما رآهم الخبيث أنشأ يقول :
لما بدت تلك الحمول وأشرفت تلك الرءوس على شفا جيرون
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل فقد اقتضيت من الرسول ديوني
يعني بذلك أنه قتل بمن قتله رسول الله (صل الله عليه واله) يوم بدر عتبة جده أبو أمه وخاله وغيرهما.
– قلت : أنا لا أشك أن قائل هذا الكلام خارج من ربقة الإسلام ، والله ورسوله بريئان منه ، ثم إن الخبيث لما أتي برأس سيدنا الحسين (رضي الله عنه) تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه وهي أبيض من البرد ، فقال عليه غضب المتعال :
نفلق هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما
– وقال أيضا لما فعل بأهل المدينة ما فعل وجاءه رسوله بالأخبار التي لا تفعلها إلاّ الكفار ، فتمثل بقول إبن الزبعرى :
ليت أشياخي ببدر علموا جزع الخزرج من وقع الأسل
لكن مع كل هذه الاحاديث والاراء في يزيد بن معاوية لعنهم الله فأنه يوجد من يدافع عنه امثال ابن تيمية ففي كتابه منهاج السنة في ج8 ص 238
قال : وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه واله و سلم قال لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش
ولفظ البخاري اثنى عشر أميرا وفي لفظ لا يزال أمر الناس ماضيا ولهم أثنا عشر رجلا وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزا إلى أثنى عشر خليفة كلهم من قريش وهكذا كان فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن فإن بني أمية تولوا على جميع أرض الإسلام وكانت الدولة في زمنهم عزيزة والخليفة يدعى باسمه عبد الملك وسليمان.
عدد التعليقات 0