طالب خالد | قاعدة البیانات الاستبصار

آخر الأخبار
طالب خالد

الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ،

(مالكي / الجزائر)

ولد عام 1394هـ ، (1975م)، في العاصمة الجزائر، استبصر عام (1412هـ)، 1992م، فترك المذهب المالكي واعتنق مذهب التشيّع، ثُمّ تعرّف على اللجنة العلميّة في مركز الأبحاث العقائدية عن طريق الإنترنيت، وتحاور مع أعضاء هذه اللجنة في مختلف البحوث العقائديّة، ليزيل بذلك الشبهات العالقة بذهنه وقام بتقديم بعض البحوث منها:

الصلة بين خواجة نصير الدين الطوسي والإسماعيليين:

من البحوث التي اهتم بها طالب خالد دراسة حياة خواجة نصير الدين الطوسي، فعرف بعد البحث بأنّ هذا الشخص من أعظم علماء الشيعة الإماميّة، وأحبّ الاطّلاع على صلة الخواجة بالإسماعيليين، فتبيّن له بأنّ بدء إقامة الخواجة عند الإسماعيليين يتزامن مع الهجوم الأوّل للمغول على عهد جنكيز خان، فراراً من وطأة الغزاة، لجأ هو وغيره ـ ممّن استطاعوا الفرار والنجاة ـ إلى قلاع الإسماعيليّة التي صمدت في وجه جنكيز خان، فتمكّن الطوسي من الاستمرار في اشتغالاته العلميّة هناك، خصوصاً أنّ أُمراء الإسماعيليّة أظهروا له الودّ والمحبّة في الأوائل وإنّ اختلفوا معه في الأواخر.


الصفحة 134

ويوجد رأي لبعض المؤرّخين ـ هو صاحب كتاب “درّة الأخبار” ـ بأنّ الخواجة ذهب إلى الإسماعيليين مرغماً، وأقام عندهم مكرهاً، إذ هدّدوه بالالتحاق بهم، ويؤيّد مؤرخ آخر ـ سرجان مدكم ـ هذا النظر في تاريخه وإنّ كان يختلف في كيفيّة الإرغام.

وفي المقابل ينفي آخرون قصّة إرغامه أو سجنه، بل ويدّعي بعضهم أنّ الخواجة كان محلّ ثقة واعتماد عند الإسماعيليين.

وبصورة عامّة فإنّ الذي يظهر من بعض كتبه(رحمهم الله) هو صحّة مضايقته أو فرض الإقامة الجبريّة عليه، ففي تتمة كتاب “شرح الإشارات” يلوح بتلك الضغوط، وتراكم الهموم والغموم الواردة عليه.

وعموماً، فأغلب الظنّ أنّ الإسماعيليين وإنْ رحّبوا بالخواجة بدواً، ولكن عندما ثبت عندهم بمرور الزمن عدم رضوخه لعقيدتهم، استعملوا معه أساليب أخرى للتأثير عليه، وهذا هو الوجه الصحيح في كيفيّة تعامل الإسماعيليين مع الخواجة من البدو إلى الختم.

فالخواجة كان يستعمل حالة التقيّة معهم لدفع شرّهم وأذاهم، وهذا الأسلوب كان ينفع أحيانا، ولا ينفع في بعض الأحيان عندما يصل الأمر إلى حدّ أساس العقيدة فكان يظهر عدم موافقته لبعض آرائهم، فينتهي الأمر إلى الشدّة والضيق.

ومهما يكون الأمر، فإنّ الخواجة لم يتأثّر بأيّه سلبيّة إسماعيليّة في عقيدته، كيف وهو رأس المتكلّمين والفلاسفة في عصره، فكيف ينخدع بأدلّة واهية وأسس غير متينة؟

وهذه كتب الخواجة(رحمهم الله) بين أيدينا كلّها في دعم الدين والمذهب، وليست فيها أيّة إشاره إلى تأثّره بالمذهب الإسماعيلي.


الصفحة 135

وأمّا دعوى اعتناقه المذهب الاثنى عشري بعد الإسماعيليّة، فهي باطلة من الأساس، فلا يوجد لإثباتها دليل قطعيّ مقنع، مضافاً إلى استبعادها عقلاً، إذ أنّ الذي حدث في الأمر هو مجي هولاكو وإبادة الحكم الإسماعيلي بيده، وهذا بحدّ نفسه لا يكون حافزاً على التشيّع بعد ما نعرف أنّ المغول كانوا وثنيين لا يفرّقون بين المذاهب.

وأمّا في داخل قلاع الإسماعيليّة، فليس هناك ما يكون باعثاً على الاستبصار بعدما نعلم شدّة عصبية أولئك لمذهبهم، ممّا لا يبقي مجالاً لتبليغ أو دراسة لبقيّة المذاهب فالصحيح هو أنّ الخواجة كان يعتنق المذهب الإمامي الاثنى عشري من البدء، ولكن لخطورة الموقف كان يتّقي أحياناً لدى الحكّام اتّقاءاً لشرّهم وصيانة للعلم والعقيدة.

الطائفة اليزيدية:

بحث “طالب خالد” خلال دراسته الموسّعة للفرق والمذاهب الإسلاميّة عن الطائفة اليزيديّة، فتوصّل في نهاية البحث إلى النتائج التالية:

1 – هذه الطائفة تنحدر من أصل كردي، ويسكن معظم معتنقيها في كردستان العراق حوالي مدينة الموصل، كما أنّ نشأتهم كانت هناك.

2 – مؤسّسوا هذه الفرقة كانوا ينتمون إلى العائلة الأمويّة فزرعوا في قلوب مواليهم محبّة الأمويين، وبما أنّ المجتمع الإسلامي المحيط بهم كان يتبرّاً من بني أميّة وعلى الخصوص من يزيد بن معاوية لما صنعه بأهل البيت(عليهم السلام) قاومت هذه الفرقة الضالة فكرة اللعن والبراءة، بل وتصدّت لها، وأظهرت ولأوها ليزيد (لعنة الله عليه)، واستمّرت في هذا النهج الباطل حتّى اعتقدت فيه التأليه أو ما يقاربه مضموناً!

3 – ومن منطلق عدم جواز اللعن، استحوذ عليهم الشيطان، فاعتبروه أوّل


الصفحة 136

الموحدين لرفضه السجود لغير الله عزّ وجلّ، فحرّموا لعنه ثمّ أحبّوه، بل وتمادوا في غيّهم فعبدوا الشيطان، وهذا ممّا يظهر من سلوك معتنقيهم.

4 – لا صلة لهذه الطائفة الباطلة بالأديان السماويّة، بل هي طريقة شيطانيّة حدثت على يد شخص أموي يُدعى “عديّ بن مسافر”.

5 – الطقوس التي تمارسها هذه الفرقة هي مزيج من بعض الظواهر الدينية التي التقطوها من هنا وهناك مع روح وثنيّة.

فأتباع هذه الفرقة يستعملون بعض الأحيان بعض السور القرآنيّة والأذكار وحتّى الأسماء الإسلاميّة في مراسيمهم أو كتاباتهم مع أنّهم ليسوا مسلمين بالتأكيد.

6 – يذهب أكثر المحقّقين إلى أنّ المعتنقين الأوائل لهذه الطائفة كانوا على دين المجوس وعلى ضوء هذه النظريّة يمكن تفسير بعض معتقدات اليزيديّة بأنّها رواسب ذلك الدين السابق لهم، وعلى سبيل المثال يعتقدون بمنشأ الخير “الله” ومصدر الشر “الشيطان”، وهذه هي عقيدة المجوس بالضبط، ثُمّ يختلفون معهم بأنّ المجوس يرون انتصار الحقّ على الباطل، أي الرحمن على الشيطان في منتهى الأمر، ولكنّ اليزيديّة لا ترى هذه النتيجة حتميّة الوقوع، ولهذا تتقرّب بل تعبد الشيطان خوفاً من سطوته وشرّه، ولا تهتم بعبادة الرحمن لأنّه مصدر الخير، فلا يعاقب أحد على عدم عبادته!

7 – تدّعي هذه الفرقة بوجود كتابين سماويين لها: “الجلوة” و”مصحف رشد”، ومن خلال فقرات وعبارات هذين الكتابين يتّضح أنّهما من صنع بعض المنحرفين ولا علاقة لهما بوجود السماء، ففيهما أباطيل تضحك الثكلى، ويشتملان على مخالفات واضحة للعقل السليم والنقل المتّفق عليه عند جميع الأديان السماويّة.


الصفحة 137

8 – وأخيراً فإنّ هذه الطائفة الضالّة ليس لها أيّ منطق للتبليغ والدفاع عن معتقداتها، بل تحتكر هذا الدين الباطل لنفسها، فمن الصعب الحصول على كافّة أقوالها وآرائها، وما ذكرناه هو القدر المتيقّن المنشور في كتبهم، وإلاّ فهم يلتزمون بخرافات وأساطير باطلة ومنسوخة قد يخفونها على عامّة الناس.

توبة طلحة والزبير:

اطلع “طالب خالد” خلال بحثه على سلوك الصحابة، وكان أكثر ما بعثه على الاستغراب مبادرة طلحة والزبير لشهر السيف ضدّ إمام زمانهم، ولكنّه أحبّ في نفسه البحث عن وجود مبرّر يقلل من شناعة فعلهما.

فطرء هذا التساؤل في ذهنه، هل يحتمل توبة طلحة والزبير بعد محاربتهما للإمام عليّ(عليه السلام)؟ لأنّ المصادر التاريخيّة تذكر بأنّ الزبير بن العوّام انسحب من المعركة فتبعه ابن جرموز فقتله.

وأمّا طلحة فالمصادر تذكر أنّ مروان بن الحكم قتله أثناء المعركة حتّى يختلط الحابل بالنابل، فهل أراد طلحة الانسحاب من المعركة كالزبير فقتله مروان حتّى لا يتمّ الصلح.

وعثر “طالب خالد” على هذه الإجابة، بأنّ طلحة والزبير قد ضلاّ وأضلاّ الكثير بنكثهما بيعة الإمام عليّ(عليه السلام)، وبهذا أصبحا جاحدين لإمام زمانهما.

وأيضاً فقد طلحة والزبير إيمانهما بخروجهما على إمام زمانهما، فهما من الغاوين المغرضين.

وأمّا توبتهما فلم تثبت أبداً، لأنّهما قُتلا وهما مصمّمان على الحرب، ولو كان تائبين للزمهما أنْ يصرّحا بخطأهما وظلمهما واعتدائاتهما، ثُمّ كان يجب عليهما الحضور في معسكر الإمام عليّ(عليه السلام) وإطاعة أوامره ونواهيه، لا الانسحاب والفرار من المعركة.


الصفحة 138

إذ قد يحتمل أنّ انسحاب الزبير كان بسبب ظهور العجز والانكسار في معسكر الضلال وأمّا قضيّة طلحة فهي أوضح، لأنّه كان عازماً على الاستمرار في القتال، إلى أنْ غدر به صاحبه.

تحريف الحقائق في كتب أهل السنّة:

بدأ “طالب خالد” بعد ارتقاء مستواه العلمي بكتابة المساهمات في المواقع على الإنترنيت وذكر في إحدى مساهماته ردّاً على من يقول بأنّ الشيعة يكذبون: “أردت أنْ أبيّن الحقيقة لكلّ من يطلبها، وأبيّن من هم الكذّابين وأرجو منكم أنْ تنشروا هذه الفقرات تبياناً للحقيقة وخدمة لأهل البيت(عليهم السلام).

1 – روى ابن الأثير في تاريخه قال:

عندما أراد معاوية البيعة ليزيد خطب مروان وقال: إنّ أمير المؤمنين قد اختار لكم ولم يسأل وقد استخلف لابنه يزيد سنة أبو بكر وعمر، فقام عبد الرحمن بن أبو بكر وقال: كذبت يا مروان وكذب معاوية ما الخيار أردتما لأمّة محمّد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقليّة، كلّما مات هرقل قام هرقل..

ثُمّ يذكر: أنّ عائشة خرجت من وراء حجاب وقالت: يا مروان كذبت ولكنك فضض من لعنة رسول الله(1).

وفي رواية أخرى قالت: لكنّ رسول الله لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة رسول الله(2).

لكن الشيخ البخاري ذكر الحديث في باب: والذي قال لوالديه أفّ لكما، فقال: كان مروان على الحجاز واستعمله معاوية فخطب وجعل يذكر يزيد حتّى يبايع له بعد أبيه، فقال عبد الرحمن كلاماً، فقال مروان: خذوه، فدخل إلى بيت

____________

1- الكامل في التاريخ 3: 506 .

2- المستدرك على الصحيحين 4: 481.


الصفحة 139

عائشة، فلم يقدروا عليه، فقال مروان: إنّ الله أنزل فيه: والذي قال لوالديه أفّ لكما، فخرجت عائشة من وراء حجاب وقالت: ما أنزل الله فينا من القرآن شيء إلاّ أنّ الله أنزل عذري(1).

لاحظوا جيداً كيف حذف الشيخ البخاري كلام عبد الرحمن عندما قال: كذبت يا مروان وكذب معاوية تريدون أنْ تجعلوها هرقليّة، وأبدله بعبارة: فقال عبد الرحمن كلاماً، وحذف قول عائشة لعبد الرحمن إنّ النبيّ لعن أباه وهو في صلبه، فهو من لعنة رسول الله.

2 – روى الطبري في تاريخه في وصف مرض النبيّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة، قالت: فخرج رسول الله بين رجلين بين الفضل بن عبّاس ورجل آخر، يقول عبيد الله: فحدثت هذا الحديث عنها ابن عبّاس فقال: أتدري من الرجل؟ قلت: لا، قال: عليّ بن أبي طالب، ولكنّها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع(2).

ورواه ابن سعد في طبقاته(3)، لكن الشيخ البخاري ذكر الحديث في باب مرض النبيّ(4)، توقف عند كلمة: أتدري من الرجل، إنّه عليّ بن أبي طالب!ولم يذكر قول ابن عبّاس لعبيد الله أنّ عائشة كانت لا تقدر على ذكر علي بخير.

____________

1- صحيح البخاري 6: 42، سورة الأحقاف.

2- تاريخ الطبري 2: 433، السنة الحادية عشر من الهجرة.

3- الطبقات الكبرى 2: 232، ذكر استئذان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نساءه أن يمرّض في بيت عائشة.

4- صحيح البخاري 5: 139، باب مرض النبيّ 7: 18، كتاب الطب.

 

المصدر :مركز الأبحاث العقائدية
الإستبصار (http://estebsar.ir)


تعليقات المستخدم

عدد التعليقات 0

ارسال تعليق



محتويات المادة المذكورة أعلاه