الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ،
(مالكي / الجزائر)
ولد في الستينات من القرن الماضي في دولة الجزائر، ترعرع في أسرة مالكيّة بالوراثة كأغلبيّة الجزائريين، وحصل على شهادة الليسانس في الحقوق، استبصر إثر سماعه مظلومية فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وألّف عدّة كتب عن النبيّ وآل بيته(عليهم السلام)
ما بعد الاستبصار:
يقول “مختار الجزائري”: “أمّا السبب الرئيسي لاستبصاري، هو سماع مظلوميّة سيّدتي فاطمة الزهراء(عليها السلام) في شريط كان عند أحد الأصدقاء، وكان مستبصراً، ولكّنني كنت أجهل ذلك، فترك ذلك الشريط علىَّ تأثيراً كبيراً، وانطلقت بعدها مباشرة إلى البحث الحار الذي دام لفترة طويلة، حتّى أكرمني الله بنعمة الولاية ولله الحمد.
مؤلّفاته:
ـ “النبيّ وآل بيته الطاهرين(عليهم السلام) في كتب الحديث التسعة” ـ مخطوط .
يتناول هذا الكتاب الأحاديث التي تتعلّق بالنبيّ وآل بيته المعصومين(عليهم السلام)في الكتب الحديثيّة المعتبرة عند أهل السنّة وهي: صحيح البخاري، صحيح مسلم،
|
الصفحة 188 |
|
صحيح الترميذي، صحيح النسائي، سنن أبي داود، سنن أبي ماجة، مسند أحمد بن حنبل، وسنن الدارمي.
مقدّمة كتب المؤلّف:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة واالسلام على المبعوث رحمة للعالمين، من خلقه القرآن ومن مدحه ربّه فقال:.. وإنّك لعلى خلق عظيم. محمّد المصطفى نور الله في الارضيين وعلى آل بيته وعيبة علمه، سفن النجاة الطيبين الطاهرين.
شكراً لك يا الله، لقد خصصتني بعنايتك ورحمتني بلطفك، لقد هديتني بعد ما كنت ضالاً فهديتني إلى صراطك المستقيم وحبلك المتين، فعرّفتني رسولك الكريم حقّ المعرفة، وكذا آله الهداة الميامين، فنوَّرت بصيرتي، وأطلقت عقلي من قيود الخمول والتبعيّة، فأصبح يؤدّي وظيفته في التفكير والتمييز، ثُمّ يتّخذ القرار السليم عن قناعة كاملة وتسليم.
عرفّتني يا الله رسولك المعصوم مطلقاً لا كما يعتقده فيه الآخرون، الذين ينسبون له كلّ قول وعمل مشين، وعرَّفتني آل بيته وخلفائه الراشدين المهديّين المغصوب حقّهم، والمنسيين الذين تعرّضوا للتشريد والتطريد والتنكيل عبر السنين، كما تنبّأ به جدّهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
لقد هديتني يا الله فاتّبعت وصيّة رسولك، وتمسّكت بالثقلين كتابك الكريم وأهل بيت المصطفى وعترته الطاهرة غير مكترث لما يقوله عنّي الأهل والأصدقاء والآخرين، طالما هذا عمل يرضيك يا الله.
بقلب تغمره السعادة، وأنا أنهي هذا العمل المتواضع في سبيل إعلاء كلمة الحقّ، وإظهاراً للحقيقة، يشرّفني أنْ أضع هذا العمل في خدمة أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في المقام الأوّل، ومن ثُمّ إلى كلّ باحث عن الحقيقة.
والله من وراء القصد.
|
الصفحة 189 |
|
مقتطفات من كتاب “الرسول الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) في كتب الحديث التسعة”.
أتّهام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بالنسيان:
يذكر الكاتب في الفصل الأوّل من هذا الكتاب جملة أحاديث ينقلها الرواة المعتمدين عند أهل السنّة، تتّهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بالسهو والنسيان، ونظراً لكثرة الأحاديث، نذكرها قسماً موجزاً منها.
والروايات المذكورة هنا منقولة من أكثر الصحاح اعتباراً وهما صحيح البخاري وصحيح مسلم:
1 – حدّثنا بشر بن آدم أخبرنا علي بن مسهر، أخبرنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلم قارئاً يقرأ من الليل في المسجد، فقال يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا(1).
2 – حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال صلّى الله عليه وسلّم: الظهر ركعتين، فقيل: صليت ركعتين، فصلى ركعتين، ثُمّ سلم، ثُمّ سجد سجدتين(2).
3 – حدّثنا حفص بن عمر، حدّثنا يزيد بن إبراهيم، حدّثنا محمّد، عن أبي هريرة: صلى بنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الظهر ركعتين، ثُمّ سلم، ثُمّ قام إلى خشبة في مقدّم المسجد، ووضع يده عليها، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا: قصرت الصلاة، وفي القوم رجل كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعوه ذا اليدين، فقال، يا نبي الله، أنسيت أم قصرت، فقال: لم أنس ولم تقصر: قالوا: بل نسيت يا رسول الله. قال: صدق ذو اليدين. فقام فصلّى
____________
1- صحيح البخاري 6: 111.
2- صحيح البخاري 1: 175.
|
الصفحة 190 |
|
ركعتين ثُمّ سلم ثُمّ كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثُمّ رفع رأسه وكبّر، ثُمّ وضع مثل سجوده أو أطول، ثُمّ رفع رأسه وكبر(1).
4 – حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، حدّثنا خالد وهو الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن الحصين قال: سلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ثلاث ركعات من العصر، ثُمّ قام فدخل الحجرة، فقام رجل بسيط اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله، فخرج مغضبا فصلّى الركعة التي كان ترك ثُمّ سلم ثُمّ سجد سجدتي السهو، ثُمّ سلم(2).
5 – حدّثنا عثمان قال: حدّثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد الله: صلّى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص، فلمّا سلم قيل له يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا وكذا.
فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين، ثُمّ سلم، فلمّا أقبل علينا بوجهه قال: إنّه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنّما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شكّ أحكم في صلاته فليتحرّ الصواب، فليتم عليه ثُمّ ليسلم، ثُمّ يسجد سجدتين(3).
وكأنّهم نسوا أو تناسوا أنّ هذا الرجل العظيم هو الذي قال عنه تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى}(4)، وإنّه لو جاز عليه السهو لم يوثق بشيء من أفعاله وأقواله وهو نقض للغرض من نصبه.
ثُمّ يذكر الكاتب عدّة أحاديث تصف الناسي في الصلاة بأنّه قد ألبس عليه
____________
1- صحيح البخاري 7: 85 .
2- صحيح مسلم 2: 88 .
3- صحيح البخاري 1: 104.
4- النجم (53): 3 ـ 4.
|
الصفحة 191 |
|
الشيطان حيث نسي عدد ركعاته، منها:
1 – حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضرابط، فإذا قضى أقبل، فإذا ثوّب بها أدبر، فاذا قضى أقبل حتّى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول: اذكر كذا وكذا حتّى لا يدري أثلاثا صلّى أم أربعاً.
فإذا لم يدرى ثلاثاً صلّى أو أربعا سجد سجدتي السهو(1).
2 – حدّثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن ابى سلمّة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ أحدكم إذا قام يُصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتّى لا يدري كم صلّى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس(2).
اتّهام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بالابتعاد عن الأخلاق:
يذكر الكاتب في هذا الفصل بعض التهم التي نُسبت إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والتي يأبى الإنسان أن ينسبها إلى مسلم عادي، فكيف بأشرف المخلوقات وسيّد الكائنات، الذي قال الله سبحانه وتعالى بشأنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم}(3)، ولعلّ جعل هذه الأحاديث جاء على خلفيّة تبرير مواقف خلفائهم المخزية في عهد رسول الله وبعد وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم).
والأحاديث المذكورة هنا، تُذكر من باب الإجمال، فمن أراد الكثير فليرجع إلى مفصّلات الكتب الحديثيّة عند أهل السنّة، ومن هذه الأحاديث الموضوعة:
____________
1- صحيح البخاري 4: 94.
2- صحيح مسلم 2: 82 .
3- القلم (68) : 4.
|
الصفحة 192 |
|
1 – حدّثنا أحمد بن عيسى قال: حدّثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو أن محمّد بن عبد الرحمن الأسدي حدّثه عن عروة، عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال دعهما، فلمّا غفل غمزتهما، فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإمّا سألت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وإمّا قال تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدّي على خدّه وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة حتّى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم. قال فاذهبي(1).
2 – حدّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا الحبشة يلعبون عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحرابهم، دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها فقال: دعهم يا عمر وزاد علي: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر في المسجد(2).
3 – حدّثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قال:: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قال: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أبا بكر إّ لكل قوم عيداً وهذا عيدنا(3).
4 – حدّثنا يحيى بن بكير قال: حدّثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أنّ أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام
____________
1- صحيح البخاري 2: 2.
2- صحيح البخاري 3: 227.
3- صحيح البخاري 2: 3.
|
الصفحة 193 |
|
منى تدففان وتضربان، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنّها أيام عيد، وتلك الأيّام أيام منى، وقالت عائشة رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دعهم، أمنّاً بنيى أرفدة يعني من الأمن(1).
5 – حدّثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر، قال يحيى ابن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدّثنا إسمعيل، يعنون ابن جعفر، عن محمّد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابنى يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أنّ عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مضطجعا في بيتي، كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث ثُمّ استأذن عمر فأذن له وهو كذلك، فتحدّث ثُمّ استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسوى ثيابه، قال محمّد: ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدّث، فلمّا خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثُمّ دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثُمّ دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك. فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة(2).
6 – حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. ح وحدّثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد أخبرني، وقال حسن: حدّثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، حدّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد: أنّ محمّد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أنّ أباه سعداً قال:استأذن عمر على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده نساءٌ من قريش
____________
1- صحيح البخاري 2: 11.
2- صحيح مسلم 7: 116.
|
الصفحة 194 |
|
يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهنّ، فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضحك. فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عجبت من هؤلاء اللاتي كنّ عندي، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب. قال عمر: فأنت يا رسول الله أحقّ أن يهبن، ثُمّ قال عمر: أي عدوات أنفسهنّ، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قلن: نعم، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلاّ سلك فجاً غير فجك. حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا به عبد العزيز بن محمّد، أخبرني سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أنّ عمر بن الخطاب جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعنده نسوةٌ قد رفعن أصواتهن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا استأذن عمر، ابتدرن الحجاب، فذكر نحو حديث الزهري(1).
وأيضاً يمكن الإشارة إلى مجموعة أخرى من الأحاديث المجعولة بشأن خلق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وهي:
1 – حدّثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل قال: كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول: إنّ بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض. فقال حذيفة: لوددت أنّ صاحبكم لا يشدد هذا التشديد. فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم نتماشى، فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه، فأشار إليّ، فجئت، فقمت عند عقبه حتّى فرغ(2).
____________
1- صحيح مسلم 7: 115.
2- صحيح مسلم 1: 157.
|
الصفحة 195 |
|
2 – حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا أبو خيثمة، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال: كنت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائماً. فتنحيت فقال: ادنه، فدنوت حتّى قمت عند عقبيه، فتوضأ فمسح على خفيه(1).
3 – حدّثنا زهير بن حرب، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا زكرياً بن إسحاق، حدّثنا عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزاره، فقال له العبّاس عمّه: يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة. قال: فحله، فجعله على منكبه، فسقط مغشيّاً عليه. قال: فما رئى بعد ذلك اليوم عرياناً(2)
4 – حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، واللفظ لأبي كريب قالا: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستسقى، فقال رجل: يا رسول الله، ألا نسقيك نبيذاً؟ فقال: بلى. قال فخرج الرجل يسعى، فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا خمرته، ولو تعرض عليه عوداً؟ قال: فشرب(3).
5 – حدّثنا محمّد بن المثنى وابن بشار قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة رضي الله عنها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يباشر وهو صائم(4).
____________
1- صحيح مسلم 1: 157.
2- صحيح مسلم 1: 184.
3- صحيح مسلم 6: 105.
4- صحيح مسلم 3: 135.
|
الصفحة 196 |
|
رزيّة الخميس:
يذكر الكاتب في هذا الفصل عدد من الأخبار التي تصوّر لنا الأيّام الأخيرة في حياة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وما عاناه فيها، ومن هذه الأخبار:
1 – حدّثنا قبيصة، حدّثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: أنّه قال يوم الخميس وما يوم الخميس، ثُمّ بكى حتّى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: دعوني، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، ونسيت الثالثة. وقال يعقوب بن محمّد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال: مكّة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب: والعرج أوّل تهامة(1).
2 – حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة ابن مصرّف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: أنّه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثُمّ جعل تسيل دموعه حتّى رأيت على خدّيه كأنّها نظام اللؤلؤ. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ائتوني بالكتف والدّواة أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً. فقالوا: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يهجر(2).
مقتطفات من كتاب “عليّ(عليه السلام) في كتب الحديث التسعة”:
يذكر المصنّف في هذا الكتاب قسماً من فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) الواردة في الصحاح المعتبرة عند أهل السنّة، والتي تستدعي الإنسان إلى التأمّل في سبب
____________
1- صحيح البخاري 4: 31.
2- صحيح مسلم 5: 76.
|
الصفحة 197 |
|
تنحية الأمّة للإمام عليّ(عليه السلام) من الخلافة الظاهريّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وتحريف الإسلام عن مساره الطبيعي! والحال أنّه أجدر بها من غيره، وأنّها الرداء الذي لا يليق إلاّ به(عليه السلام).
ونظراً لكثرة الأخبار، نذكر هنا قسماً موجزاً منها مقتصرين على النقل من صحيحي البخاري ومسلم:
ألف ـ حديث المنزلة:
1 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، ومحمّد بن عباد، وتقاربا في اللفظ قالا: حدّثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحب إليّ من حمز النعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله قال: فتطاولنا لها. فقال: ادعوا لي عليّاً، فأتى به أرمد، فبصق في عينه ودفع الرّاية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية {فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ}(1)، دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي(2).
2 – حدّثنا مسدد، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى تبوك واستخلف عليّاً. فقال:
____________
1- آل عمران (3) : 61.
2- صحيح مسلم 7: 120.
|
الصفحة 198 |
|
أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبي بعدي(1).
3 – حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمّد بن الصباح وعبيد الله القواريري وسريج بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون، واللفظ لابن الصبّاح، حدّثنا يوسف أبو سلمة الماجشون، حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن سعيد ابن المسيب، عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدّثته بما حدّثني عامر فقال: أنا سمعته فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلاّ فاستكتا(2).
ب ـ عليّ(عليه السلام) يوم خيبر:
1 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: كان علي قد تخلّف عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في خيبر، وكان رمداً، فقال: أنا أتخلّف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخرج علي فلحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأعطينّ الرّاية أو ليأخذنّ بالرّاية غداً رجل يحبّه الله ورسوله، أو قال: يحبّ الله ورسوله، يفتح الله عليه، فإذا نحن بعليّ وما نرجوه، فقالوا: هذا عليّ فأعطاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الرّاية، ففتح الله عليه(3).
2 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد
____________
1- صحيح البخاري 5: 129.
2- صحيح مسلم 7: 119.
3- صحيح مسلم 7: 122.
|
الصفحة 199 |
|
الله بن عبد القارئ، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل رضي الله عنه، يعني ابن سعد، قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر: لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يفتح على يديه، يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: أين عليّ؟ فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال: أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا. فقال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثُمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجبّ عليهم، فوالله لأنّ يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم(1).
3 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن القارئ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر: لأعطينّ هذه الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله، يفتح الله على يديه. قال عمر بن الخطّاب: ما أحببت الإمارة إلاّ يومئذ. قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها. قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها وقال: امش ولا تلتفت حتّى يفتح الله عليك. قال: فسار علي شيئاً ثُمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها، وحسابهم على الله(2).
4 – حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هاشم بن القاسم. ح وحدّثنا إسحاق ابن إبراهيم، أخبرنا أبو عامر العقديّ، كلاهما عن عكرمة بن عمّار. ح وحدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي، وهذا حديثه: أخبرنا أبو عليّ الحنفي، عبيد الله بن عبد المجيد، حدثننا عكرمة، وهو ابن عمّار وحدّثني إلياس بن سلمة، حدّثني أبي:
____________
1- صحيح البخاري 4: 20.
2- صحيح مسلم 7: 121.
|
الصفحة 200 |
|
(الحديث إلى أنْ قال)، قال سلمة: خرجت فإذا نفر من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقولون: بطل عمل عامر، قتل نفسه. قال: فأتيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا أبكي، فقلت يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال ذلك؟ قال قلت: ناسٌ من أصحابك. قال: كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين، ثُمّ أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله، أو يحبّه الله ورسوله قال: فأتيت عليّاً، فجئت به أقوده وهو أرمد، حتّى أتيت به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبصق في عينيه، فبرأ وأعطاه الرّاية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أنّي مرحب | شاكي السلاح بطل مجرّب |
إذا الحـروب أقبـلت تلـهب |
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمّي حيدرة | كليث غابات كريه المنظرة |
أوفيـهم بالصاع كيل السندرة |
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثُمّ كان الفتح على يديه. قال إبراهيم: حدّثنا
محمّد بن يحيى، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عكرمة بن عمّار بهذا الحديث بطوله، وحدّثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي، حدّثنا النضر بن محمّد، عن عكرمة بن عمّار بهذا(1).
ج ـ علي(عليه السلام) يمتثل أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، خلافاً لغيره:
1 – حدّثنا محمّد بن بشار، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن علي
____________
1- صحيح مسلم 5: 195.
|
الصفحة 201 |
|
ابن حسين، عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعليّاً رضي الله عنهما، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلمّا رأى علي، أهل بهما: لبيك بعمرة وحجّة. قال: ما كنت لأدع سنة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقول أحد(1).
2 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حجاج بن محمّد الأعور، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن المسيب قال: اختلف علي وعثمان رضي الله عنهما وهما بعسفان في المتعة، فقال علي: ما تريد إلاّ أن تنهى عن أمر فعله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رأى ذلك علي أهل بهما جميعاً(2).
3 – حدّثنا محمّد بن المثنّى ومحمّد بن بشار قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن المسيّب قال: اجتمع علي وعثمان رضي الله عنهما بعسفان، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة، فقال علي: ما تريد إلى أمر فعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تنهى عنه؟ فقال عثمان: دعنا منك. فقال: إنّي لا أستطيع أن أدعك. فلمّا أن رأى علي ذلك أهل بهما جميعاً(3).
د ـ حبّ عليّ(عليه السلام) إيمان وبغضه نفاق:
حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش. ح وحدّثنا يحيى بن يحيى واللفظ له، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر قال: قال علي: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه لعهد النبيّ الأميّ صلّى الله عليه وسلّم إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق(4).
هـ ـ علي(عليه السلام) ووعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم):
1 – حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا أخبرنا عبد الله بن
____________
1- صحيح البخاري 2: 151.
2- صحيح البخاري 2: 153.
3- صحيح مسلم 4: 46.
4- صحيح مسلم 1: 60.
|
الصفحة 202 |
|
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنّ الحرورية لمّا خرجت وهو مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قالوا: لا حكم إلاّ لله، قال علي: كلمة حقّ أريد بها باطل، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصف ناسا إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم، وأشار إلى حلقه، من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبى شاة أو حلمة ثدي، فلمّا قتلهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئاً فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت، مرتين أو ثلاثاً، ثُمّ وجدوه في خربة فأتوا به حتّى وضعوه بين يديه قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم. وقول علي فيهم زاد يونس في روايته، قال بكير: وحدّثني رجل عن ابن حنين أنّه قال: رأيت ذلك الأسود(1).
2 – حدّثنا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، حدّثنا ابن عليّة وحمّاد بن زيد. ح وحدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حمّاد بن زيد. ح وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لهما قالا: حدّثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمّد، عن عبيدة، عن علي قال: ذكر الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدون اليد، لولا أن تبطروا لحدّثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمّد صلّى الله عليه وسلّم قال: قلت: أنت سمعته من محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة إي وربّ الكعبة. حدّثنا محمّد ابن المثنّى، حدّثنا ابن أبي عديّ، عن ابن عون، عن محمّد، عن عبيدة قال: لا أحدثكم إلاّ ما سمعت منه، فذكر عن علي نحو حديث أيوب مرفوعاً(2).
____________
1- صحيح مسلم 3: 116.
2- صحيح مسلم 3: 114.
|
الصفحة 203 |
|
و ـ لماذا سُمّيَ(عليه السلام) أبا تراب:
حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: أنّ رجلاً جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان لأمير المدينة، يدعو عليّاً عند المنبر. قال: فيقول: ماذا قال؟ يقول له أبو تراب، فضحك، قال: والله ما سمّاه إلاّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما كان له اسم أحبّ إليه منه، فاستطعمت الحديث سهلاً، وقلت: يا أبا عبّاس، كيف ذلك؟ قال: دخل علي على فاطمة ثُمّ خرج فاضطجع في المسجد فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أين ابن عمّك، قالت: في المسجد، فخرج إليه، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: اجلس يا أبا تراب مرتين(1).
مقتطفات من كتاب “فاطمة(عليها السلام) في كتب الحديث التسعة” :
يذكر الكاتب في هذا الكتاب جملة من الروايات الواردة في كتب الحديث التسعة عند أهل السنّة، والتي تدلّ على المكانة العظيمة، وجلالة قدر فاطمة الزهراء(عليها السلام) عند أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنها:
1 – قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة(2).
2 – حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها(3).
3 – حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
____________
1- صحيح البخاري 4: 207.
2- صحيح البخاري 4: 209.
3- صحيح مسلم 7: 141.
|
الصفحة 204 |
|
قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني(1).
4 – حدّثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، حدّثنا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: كنّ أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عنده لم يغادر منهنّ واحدّة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً، فلمّا رآها رحبّ بها فقال: مرحبّاً بابنتي. ثُمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثُمّ سارّها فبكت بكاء شديداً، فلمّا رأى جزعها سارّها الثانية، فضحكت، فقلت لها: خصّك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بين نسائه بالسرار ثُمّ أنت تبكين. فلمّا قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سألتها: ما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرّه قالت: فلمّا توفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحقّ لما حدّثتني ما قال لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقالت: أمّا الآن فنعم، أمّا حين سارّني في المرّة الأولى، فأخبرني أنّ جبريل كان يعارضه القرآن في كلّ سنة مرّة أو مرّتين، وإنّه عارضه الآن مرتين، وإنّي لا أرى الأجل إلاّ قد اقترب، فاتقي الله واصبري فإنّه نعم السلف أنا لك. قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلمّا رأى جزعي سارّني الثانية فقال: يا فاطمة أمّا ترضي أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيّدة نساء هذه الأمّة قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت(2).
ثُمّ يذكر أخباراً تشير إلى موقف أبي بكر من بضعة المصطفى(عليها السلام) حين طلبت ميراثها من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وكيف أنّها غضبت عليه وهجرته ولم تكلّمه حتّى توفيت(عليها السلام):
1 – حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن
____________
1- صحيح البخاري 4: 210.
2- صحيح مسلم 7: 142.
|
الصفحة 205 |
|
ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أنّ عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة(عليها السلام) ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقسم لها ميراثها ممّا ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممّا أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا نورث ما تركنا صدقة. فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتّى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستة أشهر(1).
2 – حدثني محمّد بن رافع، أخبرنا حجين، حدّثنا ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أنّها أخبرته أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك قال: فهجرته فلم تكلمه حتّى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستة أشهر، فلمّا توفيت دفنها زوجها عليّ بن أبي طالب ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلّى عليها علي(2).
مقتطفات من كتاب “الحسن والحسين(عليهما السلام) في كتب الحديث التسعة” :
يذكر “مختار الجزائري” في هذا الكتاب ما يبلغ على مائتين حديث من المصادر المعتبرة عند أهل السنّة في فضائل الحسنين(عليهما السلام) وعظم مكانتهما عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
ونظراً لاعتبار صحيحي البخاري ومسلم عند أهل السنّة، نقتصر على ذكر
____________
1- صحيح البخاري 4: 42.
2- صحيح مسلم 5: 153.
|
الصفحة 206 |
|
بعض الأحاديث من هذين المصدين:
1 – حدّثنا موسى بن إسماعيل حدّثنا مهدي حدّثنا أبن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال: كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممّن أنت؟ فقال: من أهل العراق قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: هما ريحانتاي من الدنيا(1).
2 – حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر، عن الزهري، عن أنس وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري أخبرني أنس قال: لم يكن أحدٌ أشبه بالنبي صلّى الله عليه وسلّم من الحسن بن علي(2).
3 – حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا يحيى بن آدم، حدّثنا ورقاء بن عمر، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سوق من أسواق المدينة، فانصرف فانصرفت فقال: أين لكع ثلاثاً، ادع الحسن بن علي، فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السخاب. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللّهم إنيّ أحبّه فأحبّه، وأحبّ من يحبّه، وقال أبو هريرة: فمّا كان أحدٌ أحبّ إلى من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قال(3).
4 – حدّثنا حجاج بن المنهال، حدّثنا شعبة قال: أخبرني عدي قال: سمعت البراء رضي الله عنه قال: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والحسن بن علي على
____________
1- صحيح البخاري 7: 74.
2- صحيح البخاري 4: 217.
3- صحيح البخاري 7: 55 .
|
الصفحة 207 |
|
عاتقه يقول: اللّهم إنّي أحبّه فأحبّه(1).
5 – حدثني محمّد بن الحسين بن إبراهيم قال: حدثني حسين بن محمّد، حدّثنا جرير، عن محمّد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين(عليه السلام)، فجعل في طشت، فجعل ينكت وقال في حسنه شيئاً فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان مخضوباً بالوسمة(2).
وعندئذ يتبادر الاستفسار إلى ذهن القارئ بأنّ الحسنين(عليهما السلام) إذا كانت لهما هذه المكانة المرموقة والرفيعة عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لماذا ظلمتهم الأمّة بعده وانتهكت حرمهم؟ لماذا دُسّ السُّم للحسن(عليه السلام) ولم يقبلوا بدفنه عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لماذا رموا جثمانه الطاهر بالسهام؟ لماذا ضيّقوا على الحسين(عليه السلام) في مدينة جدّه؟ وسفكوا دمه الطاهر في كربلاء؟ لماذا ذهبوا بنسائه وأهل بيته سبايا إلى الشام؟ ولماذا؟؟؟
والحال أنّ كلّ هذه الأمور تجري باسم الإسلام وخلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!!!
مقتطفات من كتاب “المهدي المنتظر(عليه السلام) في كتب الحديث التسعة” :
يذكر المصنّف لهذا الكتاب عدّة أحاديث تدلّ على أنّ الإمام المنتظر عجل الله فرجه من قريش وأنّه عندما يظهر، يؤم الناس في صلاته ومن بين المأمومين عيسى بن مريم(عليه السلام): منها:
1 – حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا عاصم بن محمّد، سمعت أبي يقول: قال ابن عمر: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان(3).
____________
1- صحيح البخاري 4: 216.
2- صحيح البخاري 4: 216.
3- صحيح البخاري 8: 105.
|
الصفحة 208 |
|
2 – حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا القاسم بن الفضل الحدّاني، عن محمّد بن زياد، عن عبد الله ابن الزبير، أنّ عائشة قالت: عبث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله، فقال: العجب إنّ ناساً من أمّتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت(1).
3 – حدّثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري: أنّ أبا هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم(2).
مقتطفات من كتاب “أهل البيت(عليهم السلام) في كتب الحديث التسعة” :
يذكر المصنّف في هذا اكتاب جملة من الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت(عليهم السلام) ومكانتهم عند الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، على لسان الصحاح الستّة، والكتب المعتبرة الأخرى التي يرجع إليها أهل السنّة، ومنها:
الف ـ حديث الثقلين:
1 – حدّثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعاً عن ابن عليّة، قال زهير: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني أبو حيّان، حدّثني يزيد بن حيّان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسمعت حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدّثنا يا زيد، ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلّى الله
____________
1- صحيح مسلم 8: 168.
2- صحيح مسلم 1: 94.
|
الصفحة 209 |
|
عليه وسلّم، فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه، ثُمّ قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة، فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر، ثُمّ قال: أمّا بعد، ألا أيها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه ثُمّ قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي(1).
2 – حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن الدكين، عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض(2).
وأورده الهيثميّ في “مجمع الزوائد” وقال عنه: “رواه أحمد وإسناده جيّد”(3).
ب ـ آية التطهير:
حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمّد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا: حدّثنا محمّد بن بشر، عن زكريا، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثُمّ جاء الحسين فدخل معه، ثُمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثُمّ جاء علي فأدخله، ثُمّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(4).
____________
1- صحيح مسلم 7: 122.
2- مسند أحمد 5: 182.
3- مجمع الزوائد 9: 163.
4- صحيح مسلم 7: 130، الأحزاب (33) : 33.
|
الصفحة 210 |
|
ج ـ آية المباهلة:
حدّثنا قتيبة بن سعيد ومحمّد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا: حدّثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ اليّ من حمر النعم إلى أن قال: ولمّا نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ}(1)، دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة حسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي(2).
د: الصلاة على النبيّ وآله(صلى الله عليه وآله وسلم):
1 – حدّثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا: حدّثنا عبد الواحد ابن زياد،دثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني قال: حدّثني عبد الله بن عيسى، سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: إلاّ أهدي لك هديّة سمعتها من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقلت: بلى، فأهدها لي. فقال: سألنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإنّ الله قد علمنا كيف نسلم عليكم. قال: قولوا: اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد(3).
2 – حدّثنا عبد الله بن يوسف، حدّثنا الليث، قال: حدّثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هذا التسليم، فكيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا: اللّهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما صليت
____________
1- آل عمران (3) : 61.
2- صحيح مسلم 7: 120.
3- صحيح البخاري 4: 118.
على آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم. قال أبو صالح، عن الليث: على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم. حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد وقال: كما صليت على إبراهيم وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم(1).
هـ ـ خلفائي اثنا عشر:
1 – حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير، عن حصين، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول ح وحدّثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي واللفظ له، حدّثنا خالد، يعني ابن عبد الله الطحّان، عن حصين، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال: ثُمّ تكلم بكلام خفي عليّ. قال: فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش(2).
2 – حدّثني محمّد بن المثنى، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: يكون اثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها. فقال أبي: إنّه قال: كلهم من قريش(3).
ولا توافق رؤية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) هذه إلاّ عقائد الشيعة الاثنى عشريّة، حيث يعتقدون أنّه عيّنهم بأسمائهم وأوصافهم.
ما ذكر هنا في فضل أهل البيت(عليهم السلام) من باب الإجمال، فمن أراد الكثير فليرجع إلى كتاب المراجعات للسيّد شرف الدين(رضي الله عنه) المراجعة رقم 10، 12، 26، 32، 36، وغيرها حيث يذكر بعض الأحاديث من المصادر السنّية.
____________
1- صحيح البخاري 6: 27.
2- صحيح مسلم 6: 3.
3- صحيح البخاري 8: 127.
عدد التعليقات 0