ناصر محمود | قاعدة البیانات الاستبصار

آخر الأخبار
ناصر محمود

الإستبصار (موقع يهتم بشؤون المستبصرين ) ،

(مالكي / الجزائر)

ولد عام 1391هـ ، (1972م)، في الجزائر، ونشأ في بيئة مالكية المذهب، استبصر عام 1420هـ ، (2000م)، نتيجة انجذابه إلى أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من خلال أدعيتهم ومناجاتهم.

سبيل تعرّفه على مذهب أهل البيت(عليهم السلام):

لم يعثر “ناصر محمود” على كتاب شيعي واحد في الأجواء التي كان يعيش فيها، وإنّما تعرّف على التشيّع من خلال المواقع الشيعية على الإنترنيت، وأوّل مالفت انتباهه الأدعية والمناجات الواردة عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام).

وكان يعي “ناصر محمود” بأنّ الهدف الذي خلقه الله تعالى من أجله هو العبادة، وقد قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(1).

والعبادة لا تكون إلاّ بعد المعرفة، والمعرفة تعتمد على الأدلّة والبراهين العقلية والنقلية، ولكن هذه الأدلّة لا تغذي إلاّ الجانب الفكري للإنسان، وأمّا غذاء القلب الذي ينبض في وجود الإنسان ويمدّه بالعطاء الروحي هو الاتّصال بالله بصورة مباشرة، وأفضل ما يحقق هذا الاتّصال هو الدعاء.

____________

1- الذاريات (51) : 56 .


الصفحة 216

ولمّا عثر “ناصر محمود” على أدعية أهل البيت(عليهم السلام) وجد نفسه قريباً من الله تعالى، وشعر بأنّ هذه الأدعية تقربّه من ألطاف الله تعالى وتسديداته وتوفيقاته.

وكان يعيش “ناصر” من خلال مناجاته لله عن طريق أدعية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الشعور بالسعادة.

وكان يناجي “ناصر” ربّه بالدعاء “اللّهم إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، وبقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء، وخضع لها كلّ شيء، وذلّ لها كلّ شيء وبجبروتك التي غلبت بها كلّ شيء، وبعزّتك التي لا يقوم لها شيء، وبعظمتك التي ملأت كلّ شيء، وبسلطانك الذي علا كلّ شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء، وباسمائك التي ملأت أركان كلّ شيء، وبعلمك الذي أحاط بكلّ شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء، يا نور يا قدوس، يا أوّل الأوّلين ويا آخر الآخرين”(1).

وبهذا الدعاء وأمثاله كان يشعر “ناصر” بأنّه يعرف الله حقّ معرفته، وينال معرفة لا ينالها أبداً من خلال أبرز الأدلّة الفلسفية والكلامية، بل كان يشعر بأنّ مضامين هذه الأدعية نور، تنير له الدرب وتقرّبه إلى الله عزّ وجلّ.

“يا إلهي وسيّدي وربّي، أتراك معذّبي بنارك بعد توحيدك، وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك، ولهج به لساني من ذكرك، واعتقده ضميري من حبّك، وبعد صدق اعترافي ودعائي، خاضعاً لربوبيتك، هيهات أنت أكرم من أن تضيّع من ربّيته، أو تبعد من أدنيته، أو تشرّد من آويته، أو تسلّم إلى البلاء من كفيته ورحمته”(2).

وكان يقرأ “ناصر محمود” هذه الأدعية ويبكي، ويناجي ربّه، وكان يلتجئ إلى هذه الأدعية كلّما يشعر بالحاجة إلى بث همومه، وطلب العون من الله تعالى:

____________

1- مقطع من دعاء كميل بن زياد، راجع مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي.

2- المصدر نفسه.


الصفحة 217

“وليت شعري يا سيّدي وإلهي ومولاء أتسلّط النار على وجوه خرّت لعظمتك ساجدة، وعلى ألسن نطقت بتوحيدك صادقة، وبشكرك مادحة، وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محققة، وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتّى صارت خاشعة، وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبّدك طائعة، وأشارت باستغفارك مذعنة، ما هكذا الظن بك، ولا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم”(1).

وبقي “ناصر” مرتبطاً بأدعية أهل البيت(عليهم السلام) حتّى دفعه حبّ الاستطلاع التعرّف عليهم، فبحث في شبكات الإنترنيت حتّى تكشّف له الحقائق التاريخية التي لم يتوقّعها أبداً، فعرف عظمة أهل البيت(عليهم السلام) ودناءة أعدائهم، ودور الأنانيات والمصالح الشخصية في إبعاد عترة الرسول عن مرجعيتهم الدينية والسياسية.

واستمر “ناصر” في قراءة أدعية أهل البيت(عليهم السلام): “اللّهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك، وأمينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك، وحافظ سرّك، ومبلّغ رسالاتك، أفضل وأحسن، وأجمل وأكمل، وأزكى وأنمى، وأطيب، وأطهر وأسنى، وأكثر ما صلّيت وباركت، وترحمت وتحننت، وسلّمت على أحد من عبادك وأنبيائك ورسلك وصفوتك وأهل الكرامة عليك من خلقك.

اللّهم وصلّ على عليّ أمير المؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، عبدك ووليك، وأخي رسولك، وحجتك على خلقك، وآيتك الكبرى، والنباء العظيم.

وصلّ على الصديقة الطاهرة، فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين.

وصلّ على سبطي الرحمة، وإمامي الهدى، الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة.

وصلّ على أئمة المسلمين: علي بن الحسين، ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمّد بن علي، وعلي بن محمّد، والحسن بن علي، والخلف الهادي المهدي، حججك على عبادك، وأمنائك في

____________

1- المصادر نفسه.


الصفحة 218

بلادك، صلاة كثيرة دائمة.

اللّهم وصلّ على وليّ أمرك القائم المؤمّل، والعدل المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين، وأيده بروح القدس يا ربّ العالمين.

اللّهم أجعله الداعي إلى كتابك، والقائم بدينك، استخلفه في الأرض، كما استخلفت الذين من قبله، مكّن له دينه الذي ارتضيته له، أبدله من بعد خوفه أمنا، يعبدك لا يشرك بك شيئاً.

اللّهم أعزه وأعزز به، وانصره وانتصر به، وانصره نصراً عزيزاً، وافتح له فتحاً يسيراً، واجعل له من لدنك سلطاناً نصيراً.

اللّهم أظهر به دينك وسنة نبيك، حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ، مخافة أحد من الخلق.

اللّهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.

اللّهم ما عرفتنا من الحقّ فحملناه، وما قصرنا عنه فبلغناه، اللّهم المم به شعثنا، واشعب به صدعنا، وارتق به فتقنا، وكثر به قلّتنا، وأعزز به ذلّتنا، وأغن به عائلنا، واقض به عن مغرمنا، واجبر به فقرنا، وسد به خلّتنا، ويسّر به عسرنا، وبيض به وجوهنا، وفك به أسرنا، وأنجح به طلبتنا، وأنجز به مواعيدنا واستجب به دعوتنا، وأعطنا به سؤلنا، وبلّغنا به من الدنيا والآخرة آمالنا، وأعطنا به فوق رغبتنا.

يا خير المسؤولين، وأوسع المعطين، اشف به صدورنا، واذهب به غيظ قلوبنا، واهدنا به لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وانصرنا به على عدوّك وعدونا، إله الحقّ آمين.

اللّهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا صلواتك عليه وآله، وغيبة ولينا، وكثرة عدوّنا،


الصفحة 219

وقلّة عددنا، وشدّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلّ على محمّد وآل محمّد وأعنّا على ذلك كلّه بفتح منك تعجله، وضر تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حقّ تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين(1).

ومن خلال هذه الأدعية، ومن خلال الدراسات التاريخية التي اجراها “ناصر محمود” توصّل إلى أحقّيقة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فتوكّل على الله تعالى، واستعان به، فمكّنه الله من اجتياز كلّ الحواجز والعقبات والموانع التي وجدها في طريق استبصاره.

فأعلن استبصاره عام 1420هـ ، (2000م) .

____________

1- مقطع من دعاء الافتتاح، انظر: مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي.

 

المصدر :مركز الأبحاث العقائدية
الإستبصار (http://estebsar.ir)

 

 



تعليقات المستخدم

عدد التعليقات 0

ارسال تعليق



محتويات المادة المذكورة أعلاه